النظام الاجتمــاعي- الاقتصـــادي

 

النظام الاجتمــاعي- الاقتصـــادي

“لا تمثل شحة المادة المكتوبة فقط عن الساهو وعفر عنصر الصعوبة للكتابة والتحليل، بل ايضا كان للطبيعة المجحفة لنوعية المادة المكتوبة عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأثر الكبير في صعوبة التوصل الى الهدف المطلوب. إن عفر والساهو، شأنهما شأن كل القبائل الرعوية في أي منطقة في العالم، تجرعتا مرارة الظلم من جراء إحجاف المادة المكتوبة والتقارير الواردة بشأنهما من جيرانهما من القبائل والشعوب المستقرة، وأخيراً من تقارير المستعمر. إن عبارات مثل: عنيف، وغير متمدين، وعدواني .. ليست إلا صفات لا يكاد يخلو منها أي تقرير أو مجلة أو أي مادة مكتوبة عن الساهو وعفر!”  [دكتورعبدالقادر شيخ محمد 1977: 10 ]

يمتهن حوالي ثلث سكان الساهو حياة البداوة أسلوباً لمعيشتهم، ويعتمدون اقتصادياً في هذا المجال على مواشيهم من الثيران والضأن والأغنام والجمال، فيما يقنع بقية السكان بحرفة الزراعة الرعوية.

ملكية الأراضــي

كشأن غالبية المناطق في إفريقيا لمرحلة ما قبل الاستعمار، فقد كانت الأراضي خاضعة عموماً تحت سيطرة القبائل، وبسبب هذه الملكية العمومية للأراضي، كان من اليسير على قوات المستعمر أن تنزع تلك الأراضي من قبضة القبائل البدوية. لقد أعلن الإيطاليون ملكية الأراضي التي كانت تحت سيطرة القبائل الرعوية لصالح الدولة، ومن المدهش ايضا ان الحكومة الإريترية اخفقت فىإصدار صيغة لحقوق ملكية الأراضي للدولة حينما أعلنت قانون إصلاح الأراضي لعام 1994.

اما الأنواع الثلاثة لملكية الأرض السائدة حالياً في أوساط الساهو فهي:

1.      أراضٍ إقليمية، وهي عبارة عن رقعة جغرافية محددة امتلكها السكان المقيمون كمجموعة، بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية.

2.      أراضٍ قبلية، وهي الأرض المملوكة على أساس قبلي. وفي هذا النوع من الملكية فإن الأسرة لا تملك حقوقاً محددة تجاه الأرض.

3.      أراضٍ عائلية أو شبه عشائرية، وهذه أراضٍ كانت تحت حماية عائلات بعينها نسبة لنشاطها الرعوي فيها أو بالاتجاه نحو استغلالها زراعياً.

                                    [ من ورقة الدكتورعبدالقادر شيخ محمد 1997]